''الحياة ما بعد''.. في سجن برج الرومي
احتضن سجن برج الرومي السبت 5 نوفمبر 2022، اختتام الدورة الثامنة لأيّام قرطاج السينمائية في السجون، وهي تظاهرة ثقافيّة داخل جدران السجون التونسيّة في مختلف الجهات منذ 8 سنوات، وقد اختارت إدارة هذه الدورة لعرض الاختتام الفيلم الروائي الطويل "الحياة ما بعد" للمخرج الجزائري أنيس جعاد.
ويتناول فيلم "الحياة ما بعد" قصّة هاجر وابنها اللذين يحاولان إعادة بناء حياة أخرى، وإعادة بناء نفسيهما بعد مأساة اغتيال الزوج من قبل جماعة إرهابيّة، بعد المأساة التي ألمت بها تجدّ هاجر نفسها في مواجهة ظروف معيشيّة صعبة زاد وضعها الاجتماعي من تفاقمها خاصّة وأنّها تقطن قريّة نائية في غرب البلاد.
يذكر أنّ النقاش الذي تلى الفيلم تسبّب في انبهار صناعه خصوصا وأنّ غالبيّة التدخلات اتّسمت بالحرفيّة، في ظلّ معرفة المتدخلين من السجناء بأبجديات العمل السينمائي.
وصرّح العقيد بسام المنصوري مدير سجن الرومي بأنّ السجناء والأعوان تمكنوا في ظرف شهر من تجهيز القاعة التي احتضنت عرض الاختتام.
وبيّن المنصوري أنّ الهيئة العامّة للسجون والإصلاح ركّزت منذ سنوات في سياستها على الانفتاح على المحيط الخارجي وتكريس حقّ السجين في الثقافة، مشيرا إلى أنّ عددا من سجناء برج الرومي شاهدوا خلال يومين عددا من الأفلام بهذه القاعة المجهزة.
وصرّح العقيد بسام المنصوري بأنّ النشاط الثقافي داخل سجن برج الرومي لا يقتصر على العروض بمناسبة أيّام قرطاج السينمائيّة، وإنّما يشمل نوادي أخرى على غرار المسرح والكتابة والموسيقى والبراعات اليدويّة والفنون التشكيليّة خصوصا في ظلّ مساهمة هذه الأنشطة في الحدّ من التوتّر داخل الوحدات السجنية.
وبيّن أشرف لعمار المكلّف بقسم السجون بأيّام قرطاج السينمائيّة، في تصريح لموزاييك، أنّ هذه الدورة شهدت بثّ أفلام مغاربيّة في مختلف السجون التونسيّة، وهي أفلام تحمل مواضيع مختلف تتحدث عن ما يعيشه الواقع العربي.
وأضاف أنّ هذه الأفلام المعروضة تتحدّث عن الإرادة والشباب والثورة والوضع العام.